الحمير في عدن بين احتياجات المواطن والحملة الأمنية لاحتجازها ومنع انتشارها
يمنات – خاص
شهدت محافظة عدن، جنوب اليمن، تزايد في أعداد الحمير التي تشاهد بشكل مستمر في شوارع و أحياء مديريات المحافظة.
و يكثر تواجد الحمير في مديرية صيرة، و تحديدا في مدينة كريتر القديمة، و مديرية المعلا، حيث يستخدمها سكان بعض الأحياء، خصوصا الواقعة في المناطق الجبلية في نقل المياه و غيرها من السلع، خاصة و أن خدمات المياه في عدن و منذ العام 2014، تشهد انقطاعات مستمرة، فيضطر سكان تلك الأحياء للاستعانة بالحمير لنقل المياه إلى منازلهم من الخزانات التي يتبرع فاعلي خير بتعبئتها، ليحصل المواطن على حاجته من المياه، في مدينة ترتفع فيها درجات الحرارة و نسبة الرطوبة، ما يجعل الحاجة ماسة للمياه.
و أنت تمر في الأحياء القديمة بمدينة كريتر و الأحياء الشعبية في المعلا تجد عشرات الحمير، و التي تحولت في هذه الأحياء إلى سبب في نشوب معارك بين شباب كريتر و المعلا.
يقول الصحفي مختار محمد حسن مشرقي في تقرير مصور له نشره يوم 3 أكتوبر/تشرين أول 2020، على حسابه في الفيسبوك، إن الحمير أصبحت سببا في نشوب معارك كثيرة بين شباب من مدينة كريتر و أخرين من شباب مدينة المعلا.
و أوضح أن “سبب هذه المعارك هي أن بعض (العيال من كريتر) و هم مروحين من المعلا .. لو حصلوا أمامهم حمار يطلع فوقه و يسوقه إلى جبال كريتر، و عندما يغيب الحمار عن صاحب المعلا .. يأتي إلى كريتر و يبحث عنه .. و نفس الأمر يحصل مع (عيال المعلا) عندما يجدوا حمار في أطراف كريتر، يسوقه إلى المعلا .. و نفس الأمر يتكرر عند البحث عن الحمار”.
يؤكد مختار مشرقي أن مدينة عدن خلال السنوات الماضية شهدت انتعاش في بيع و شراء الحمير، و أصبح سعر الحمار يصل إلى 50 ألف أو 80 ألف، و قد يصل في بعض الأحيان إلى 100 ألف ريال، بسبب إقبال الناس على شراءها لنقل الماء و مواد البناء إلى المناطق المرتفعة.
و يلفت الصحفي مشرقي أن حركة الحمير تزداد في مدينة كريتر، خاصة في منطقتي العيدروس و شعب العيدروس، فيما تزداد الحركة في مدينة المعلا، و تحديد في مناطق ردفان و جبل القوارير و الشيخ إسحاق.
و بالتالي فإن استخدام السكان للحمير في هذه المناطق يرجع لبعدها عن الأسواق، حيث نشأت في هذه المناطق المرتفعة أحياء أغلبها شعبية، بفعل تزايد السكان و انخفاض أسعار الأرض، فضلا عن أن الحرب أجبرت الكثير من الأسر إلى السكن في دشم من الخشب و الطرابيل في المناطق المرتفعة في شعب العيدروس و الجبال المطلة على مدينة المعلا، نتيجة عدم القدرة على دفع الايجارات، و بعضهم نازحين من محافظات مجاورة نتيجة الحرب التي اجبرتهم على ترك مناطقهم، و بالتالي استعانوا بالحمير لنقل المياه و حاجياتهم من الأسواق القريبة.
تترك الحمير تهيم بحثا عن العشب بعد استخدامها من قبل مالكيها، فتجدها تقطع الشوارع و تسير وسط الأحياء السكنية، بحثا عما تأكله، إلى أن يحتاجها مالكها، فيذهب بحثا عنها، فقد أصبح يعرف تماما الأماكن التي ترتادها.
و لا تستغرب ان وجدت الحمير في بعض المقابر المفتوحة في عدن، فهناك تجد العشب الأخضر الذي ينمو بكثرة.
و مع تزايد الحوادث المرورية بسبب الحمير في الشوارع الرئيسية، فضلا عن الأضرار التي تلحقها بالأشجار المزروعة في الجزر بين الشوارع، و انتشار مخلفاتها وسط الأحياء السكنية، بدأ ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي يطالبون بوضع حد لانتشار الحمير في مديريات محافظة عدن.
و خلال الأسبوع الجاري بدأت الشرطة بحملة لملاحقة الحمير و احتجازها في مراكز الشرطة و أحواش احتجاز خصصت للحمير، في مسعى لمنع تواجدها في الشوارع و وسط الأحياء السكنية.
و منذ بداية الأسبوع حجزت الشرطة عشرات الحمير و تحديدا في كريتر و المعلا، ما أثار حالة من السخط في أوساط المواطنين، و دفعهم لمنع حميرهم من الخروج إلى الشوارع، خوفا من احتجازهم.
تواجد الحمير لم يعد مقتصرا على كريتر و المعلا و انما متواجدا في أغلب مديريات المحافظة، و أبرزها دار سعد و الشيخ عثمان و أطراف البريقة، و أبرز أسباب انتشارها أزمات المياه التي تشهدها المحافظة منذ أكثر من “6” سنوات، حيث تستخدم الحمير لنقلها من الخزانات التي تعرف بـ”السبيل”، و بالتالي فإن اختفاء الحمير مرهون بحل مشكلة المياه أولا و ايجاد حلول للعشوائيات التي انتشرت في المناطق المرتفعة.
الصور المرفقة بعدسة مختار محمد مشرقي باستثناء صورة الحمار الذي نقل على الطقم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.